تطور مبدأ الحياد التكنولوجي وتطبيقه في الممارسة القانونية
في السنوات الأخيرة، ومع التطور السريع للإنترنت والتكنولوجيا الجديدة، أثار مبدأ الحياد التكنولوجي في المجال القانوني نقاشًا واسعًا. ستقوم هذه المقالة بتقديم مراجعة شاملة للتاريخ والتطور القضائي لهذا المبدأ، وتحليل موقفه ومعايير الحكم تحت النظام القانوني الصيني، بالإضافة إلى مناقشة استخدامه في الدفاع في القضايا الجنائية.
أصل وتطور مبدأ الحياد التكنولوجي
مبدأ الحياد التكنولوجي نشأ في الأصل من "مبدأ السلع العادية" في قانون براءات الاختراع الأمريكي. في عام 1984، أدخلت المحكمة العليا الأمريكية هذا المبدأ لأول مرة إلى مجال حقوق الطبع والنشر في "قضية سوني"، وأقامت قاعدة مفادها أنه طالما أن هناك استخدامات غير انتهاكية جوهرية للتكنولوجيا، يمكن للمطورين أن يكونوا معفيين.
ومع ذلك، مع ظهور تقنية P2P، أعادت قضية Grokster في عام 2005 تشكيل هذا المبدأ. أقام المحكمة "قاعدة التحريض النشط"، مشددة على أنه عندما توجد أدلة تثبت أن مزود التقنية لديه نية تحريضية على الانتهاك، ينبغي عليه تحمل المسؤولية عن المساعدة في الانتهاك. وقد وفرت هذه الحكم إطارًا أكثر دقة لتحديد مسؤولية مزودي الخدمات على الإنترنت.
علاوة على ذلك، يوفر "مبدأ الملاذ الآمن" في قانون حقوق الطبع والنشر للألفية الرقمية الأمريكي لعام 1998 إعفاءً من المسؤولية عن انتهاكات حقوق الطبع والنشر لمقدمي خدمات الإنترنت، ويهدف إلى تحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي وحماية حقوق الطبع والنشر.
مبدأ الحياد التكنولوجي في تطوره وتطبيقه في الصين
في النظام القانوني الصيني، مبدأ الحياد التكنولوجي يتغلغل في مجالات متعددة مثل تنظيم الإنترنت وحقوق الملكية الفكرية والأدلة الإلكترونية.
في مجال تنظيم محتوى الإنترنت، أكدت اللوائح التي أصدرتها إدارة الفضاء السيبراني في عام 2017 على أنه لا يجوز للمنصات التنصل من مسؤولياتها الإدارية تحت شعار "الحياد التكنولوجي". في مجال حقوق الملكية الفكرية، استوعبت لائحة "حماية حق نشر المعلومات عبر الشبكة" لعام 2006 مبدأ "الملاذ الآمن" الأمريكي، وحددت آلية "الإخطار + الحذف". في الوقت نفسه، قدمت هذه اللائحة أيضًا "مبدأ العلم الأحمر"، والذي يعني أنه عندما يكون المحتوى المنتهك واضحًا أو عندما تحفز المنصة انتشاره عبر الخوارزميات، يصبح الدفاع عن الحياد التكنولوجي غير صالح.
تحليل الحالة النموذجية
قضية آي قيوي ضد شركة مورغان ستانلي لحجب الإعلانات: قضت محكمة الملكية الفكرية في شنغهاي بأن شركة مورغان ستانلي كانت على علم بأن برنامجها سيلحق الضرر بمصالح آي قيوي، لكنها لا تزال تروج لهذا البرنامج، مما يشكل منافسة غير عادلة.
قضية شركة بانغيا ضد صندوق الموسيقى بايتود: رأت المحكمة أن محرك البحث mp3 وخدمات صندوق الموسيقى التي تقدمها بايتود لا تشكل انتهاكًا، لكن خدمة "لقطات" و"ذاكرة مؤقتة" لكلمات الأغاني تشكل انتهاكًا.
من خلال التحليل أعلاه، يمكن رؤية أن مبدأ الحياد التكنولوجي له تطبيق واسع في مجال حقوق الملكية الفكرية. ومع ذلك، لا يزال من الضروري مناقشة ما إذا كان هذا المبدأ ينطبق في مجال العدالة الجنائية. كيف يمكن لمقدمي التكنولوجيا استخدام هذا المبدأ للدفاع عن أنفسهم في مواجهة التهم الجنائية سيكون موضوعًا يستحق البحث المتعمق.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
تسجيلات الإعجاب 11
أعجبني
11
3
إعادة النشر
مشاركة
تعليق
0/400
BlockchainWorker
· 08-02 08:49
قوي جداً، الآن لم يعد بإمكان مطوري التقنية جني الأرباح.
شاهد النسخة الأصليةرد0
GateUser-74b10196
· 08-02 02:15
ما فائدة الكلام الطويل؟ هل سيعاقب أم لا، أعطوني إجابة واضحة.
شاهد النسخة الأصليةرد0
SandwichDetector
· 07-31 01:43
الحديث عن المبدأ طوال اليوم، كل ذلك لتبرير انتهاك حقوق p2p.
دراسة تطور وتطبيق مبدأ الحياد التكنولوجي في الممارسات القانونية
تطور مبدأ الحياد التكنولوجي وتطبيقه في الممارسة القانونية
في السنوات الأخيرة، ومع التطور السريع للإنترنت والتكنولوجيا الجديدة، أثار مبدأ الحياد التكنولوجي في المجال القانوني نقاشًا واسعًا. ستقوم هذه المقالة بتقديم مراجعة شاملة للتاريخ والتطور القضائي لهذا المبدأ، وتحليل موقفه ومعايير الحكم تحت النظام القانوني الصيني، بالإضافة إلى مناقشة استخدامه في الدفاع في القضايا الجنائية.
أصل وتطور مبدأ الحياد التكنولوجي
مبدأ الحياد التكنولوجي نشأ في الأصل من "مبدأ السلع العادية" في قانون براءات الاختراع الأمريكي. في عام 1984، أدخلت المحكمة العليا الأمريكية هذا المبدأ لأول مرة إلى مجال حقوق الطبع والنشر في "قضية سوني"، وأقامت قاعدة مفادها أنه طالما أن هناك استخدامات غير انتهاكية جوهرية للتكنولوجيا، يمكن للمطورين أن يكونوا معفيين.
ومع ذلك، مع ظهور تقنية P2P، أعادت قضية Grokster في عام 2005 تشكيل هذا المبدأ. أقام المحكمة "قاعدة التحريض النشط"، مشددة على أنه عندما توجد أدلة تثبت أن مزود التقنية لديه نية تحريضية على الانتهاك، ينبغي عليه تحمل المسؤولية عن المساعدة في الانتهاك. وقد وفرت هذه الحكم إطارًا أكثر دقة لتحديد مسؤولية مزودي الخدمات على الإنترنت.
علاوة على ذلك، يوفر "مبدأ الملاذ الآمن" في قانون حقوق الطبع والنشر للألفية الرقمية الأمريكي لعام 1998 إعفاءً من المسؤولية عن انتهاكات حقوق الطبع والنشر لمقدمي خدمات الإنترنت، ويهدف إلى تحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي وحماية حقوق الطبع والنشر.
مبدأ الحياد التكنولوجي في تطوره وتطبيقه في الصين
في النظام القانوني الصيني، مبدأ الحياد التكنولوجي يتغلغل في مجالات متعددة مثل تنظيم الإنترنت وحقوق الملكية الفكرية والأدلة الإلكترونية.
في مجال تنظيم محتوى الإنترنت، أكدت اللوائح التي أصدرتها إدارة الفضاء السيبراني في عام 2017 على أنه لا يجوز للمنصات التنصل من مسؤولياتها الإدارية تحت شعار "الحياد التكنولوجي". في مجال حقوق الملكية الفكرية، استوعبت لائحة "حماية حق نشر المعلومات عبر الشبكة" لعام 2006 مبدأ "الملاذ الآمن" الأمريكي، وحددت آلية "الإخطار + الحذف". في الوقت نفسه، قدمت هذه اللائحة أيضًا "مبدأ العلم الأحمر"، والذي يعني أنه عندما يكون المحتوى المنتهك واضحًا أو عندما تحفز المنصة انتشاره عبر الخوارزميات، يصبح الدفاع عن الحياد التكنولوجي غير صالح.
تحليل الحالة النموذجية
قضية آي قيوي ضد شركة مورغان ستانلي لحجب الإعلانات: قضت محكمة الملكية الفكرية في شنغهاي بأن شركة مورغان ستانلي كانت على علم بأن برنامجها سيلحق الضرر بمصالح آي قيوي، لكنها لا تزال تروج لهذا البرنامج، مما يشكل منافسة غير عادلة.
قضية شركة بانغيا ضد صندوق الموسيقى بايتود: رأت المحكمة أن محرك البحث mp3 وخدمات صندوق الموسيقى التي تقدمها بايتود لا تشكل انتهاكًا، لكن خدمة "لقطات" و"ذاكرة مؤقتة" لكلمات الأغاني تشكل انتهاكًا.
من خلال التحليل أعلاه، يمكن رؤية أن مبدأ الحياد التكنولوجي له تطبيق واسع في مجال حقوق الملكية الفكرية. ومع ذلك، لا يزال من الضروري مناقشة ما إذا كان هذا المبدأ ينطبق في مجال العدالة الجنائية. كيف يمكن لمقدمي التكنولوجيا استخدام هذا المبدأ للدفاع عن أنفسهم في مواجهة التهم الجنائية سيكون موضوعًا يستحق البحث المتعمق.